ماهية الزكاة و سبب التسمية:
الزكاة: في اللغة هي الطهارة و النماء و البركة و المدح ، و تطلق على ما يخرج من المال للمساكين من حقوقهم، لأنه تطهير للمال و تثمير و إصلاح و نماء، فالزكاة هي ما أخرجته من مالك لتطهره به، و قوله تعالى: (و تزكيهم بها) أي تطهرهم بها. فالزكاة طهرةُ للأموال، و زكاة الفطر طهرةُ للأبدان، فهي تطهر صاحبها عن الآثام.1 و كلمة الزكاة في الإسلام تعني المقادير التي فرضها الله على الأغنياء للفقراء المستحقين. و قد اطلق أيضا عليها صدقة لأنها تدل على الصدق في الإيمان.2 و يقال "زكا الشيء إذ زاد و كثر، و سميت صدقة المال زكاة لأنها تعود بالبركة في المال الذي أخرجت منه الزكاة فيحفظه الله من التلف"3
أهمية الزكاة:
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام. أمر الله تعالى بها و ذكرها في كتابه الكريم في اثنين و ثمانين آية مما يدل على أهميتها. 4 فرض الله الزكاة على كل مسلم ومسلمة حر، مالك للنصاب و مر عام هجري كامل على ملكية النصاب.5 و قد أختلف الفقهاء والأئمة المجتهدون على وجوب الزكاة في مال الصبي و المجنون. 6 إلا أن زكاة الفطر زكاة متعدية و ليست بلازمة على المكلف في ذاته فقط بل تجب عليه على من تلزمه نفقتهم.7 و لقد واجهت فريضة الزكاة تحديا كبيرا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم حيث أن الكثيرون امتنعوا عن دفع الزكاة. و لكن أجتمع الصحابة رضي الله عنهم على محاربة مانعي الزكاة في عهد الخليفة أبي بكر رضي الله عنه حتى اعتبروا أن من يمتنع عن دفعها خارجاً عن الإسلام بما أنه لا يقر بركن من أركانه. و من ثم يتضح أن الزكاة حقاً مفروضاً لا تهاون فيه.8
دور الزكاة في التنمية الروحية و الأخلاقية
للزكاة أثر و دور عميق في تربية نفس المسلم حيث أنها تلعب دورا كبيرا في تنميته الروحية و الأخلاقية. فاقتطاع جزء من أموال المسلم لإرضاء الله تعالى يعود المسلم على طاعة الله و رسوله. فهي عبادة مالية تقرب المسلم من الله و تعوده على الامتثال لأوامره. كما أن الله تعالى خص فئة دون الأخرى بالأموال، مما يتسنى لهذه الفئة أن تشكر الله تعالى على نعمه عن طريق إعطاء الفقراء حقهم في مال الله نيابة عنه. فلقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: الإيمان نصفان: نصف صبر و نصف شكر. فلقد من الله تعالى على المتزكي بالأموال، و لذلك فيجب عليه الشكر عن طريق إعطاء الزكاة. و في نفس الحين، التخلي عن جزء من المال و هو من الأشياء المحبوبة لقلب الإنسان يستدعي الصبر. و بالتالي فيكون المتزكي أكمل نصفي الإيمان. و نفس الشيء ينطبق على الفقير حيث أنه يصبر على فقره و في نفس الوقت يشكر الله عندما تأتيه زكاة المال الذي أمر الله الغني أن يعطه إياه. كما أن الزكاة تعد تدريب تفسي للمتزكي حيث أنها تطهره من الحب الزائد للمال و البخل و تعوده على العطاء و البذل في سبيل الله أولا و في سبيل الآخرين ثانيا. و من ناحية أخرى، مع شعور الفقير باهتمام المجتمع به و مساندته له، فإن شعور الحقد و الحسد و الغل يتلاشى و يحل محله الإيمان بالرحمة و الحب و الإيخاء.9
دور الزكاة في التنمية الاجتماعية
الزكاة لها دورا كبيرا في تحقيق التأمين و التعاون الاجتماعي حيث أنها تقف بجانب كل من يصاب بكارثة مثل مرض أو حادثة أو دين أو ما شابه ذلك. فالزكاة تضمن التعاون الاجتماعي بين أفراد المجتمع لأن الإنسان المصاب و المحتاج لن يترك وحده في وقت محنته. كما أن الزكاة كانت في العصور الإسلامية الماضية أول مؤسسة للضمان الاجتماعي حيث أن الحاكم كان المنوط بجمع أموال الزكاة و توزيعها و تحقيق حد الكفاية و سد احتياجات الفقراء و في نفس الوقت خلق فرص عمل لهم لتحويلهم إلى أشخاص منتجين في المجتمع. و قد ضرب الخليفان عمر بن الخطاب و عمر بن عبد العزيز أروع الأمثلة في ذلك.10
دور الزكاة في التنمية الاقتصادية
تلعب الزكاة دورا حيويا في إنعاش الاقتصاد و تحقيق التنمية و ذلك نتيجة لثلاثة عوامل أساسية و مترابطة و هم محاربة الاكتناز و تشجيع الاستثمار و تشجيع الإنفاق. أولا، من أهم الأهداف التي تسعى إليها الزكاة هي منع اكتناز الأموال و بقائها كموارد ساكنة لا تقدم منفعة حقيقية لاقتصاد المجتمع. و يتضح هذا المبدأ عند معرفة أن الإسلام لا يشجع إبقاء قطعة أرض لمدة أكثر من ثلاثة سنين دون إعمارها. و هذا المبدأ يعد أكثر أهمية بالنسبة للأموال السائلة و التي لا يجب أن تبقى مكتنزة و غير مستخدمة. و هذا المفهوم يتوافق مع مبادىء الاقتصاد العالمي الحالي و الذي يؤكد أن اكتناز الأموال من أهم العوامل التي تعوق التنمية الاقتصادية للدولة لأن هذه الموارد الراكدة لا تدخل في عجلة الاقتصاد و بالتالي تقلل من حجم الموارد المحلية. و من ثم، فإن ذلك يؤدي إلى مستوى تنموي أقل بكثير مما يمكن أن يتحقق لو أن كل الموارد موظفة و مستخدمة في إنعاش الاقتصاد. 11 إلى جانب ذلك، فإن مفهوم الزكاة يشجع ضمنيا استثمار الأموال المكتنزة لأن أموال الزكاة إذا لم تستثمر و تنمى سوف تتلاشى مع مرور السنين بسبب دفع الزكاة كل عام. و بالتالي، فإنه من الأساسيات أن تستثمر الأموال لكي تنمى و تدفع الزكاة من أرباح هذا الاستثمار و ليس من أصل رأس المال. على صعيد آخر، فإن أموال الزكاة لا يجب أن تستخدم فقط لسد احتياجات الفقراء الاستهلاكية مثل الطعام و الملبس، إنما يجب أن تستخدم في خلق أدوات للاستثمار لهؤلاء الفقراء حتى يستطيعوا بدورهم أن يمتلكوا أدوات الإنتاج التي تضمن لهم دخل ثابت و بالتالي سد احتياجاتهم بصفة مستمرة. و ذلك يعني أن أموال الزكاة يجب أن يستفاد بها في أن تحول الفقير إلى عضو عامل و منتج في المجتمع كل حسب مهاراته و قدراته لكي يتمكن من التخلص من حالة الفقر و الاعتماد على مساعدة الآخرين بصورة تضمن استقلاله الاقتصادي. و من ثم، يجب استخدام أموال الزكاة في بناء المصانع و المؤسسات التجارية و خلق أنشطة مدرة للدخل لتحول الفقراء من متلقين للزكاة إلى دافعي الزكاة. و تلك الوسيلة في استخدام أموال الزكاة تعد من أكفأ الوسائل التي تحول المجتمع بأكمله إلى مجتمع منتج به تنمية بشرية و اقتصادية و خالي من البطالة و الفقر. و لذلك، فإن الزكاة إذا استخدمت بهذه الطريقة سوف تساهم في إرساء العدل في المجتمع و تقليل الفجوات القوية بين الطبقات الغنية و الفقيرة.12 العامل الاقتصادي الثالث المرتبط بالزكاة هو عامل الإنفاق. طبقا للنظريات الاقتصادية المعاصرة، الاستثمار وحده ليس كافي لتحقيق تنمية اقتصادية حقيقية إن لم يتواجد السوق الذي يستوعب شراء المنتجات الصادرة عن هذه الاستثمارات. فهناك علاقة مترابطة بين الاستثمار و الإنفاق لأن تقليل الإنفاق يؤثر على السوق و يقلل من قدراته على استيعاب المنتجات مما يجعل الكثيرون غير راغبين في أن يجازفوا بأموالهم في استثمارات جديدة. و لو نظرنا إلى القرآن الكريم، لوجدنا كلمة إنفاق مذكورة خمسة و سبعين مرة في نطاق تشجيع المسلمين على صرف أموالهم على شكل زكاة و صدقة. و ذلك ليس فقط لتطهير النفس و مساعدة الفقراء و المساكين و لكن أيضا لأن مبدأ الإنفاق يساعد على تداول الأموال مما يؤدي إلى زيادة الطلب في الأسواق و إنعاش الاقتصاد. و يتضح ذلك أيضا من تشجيع الإسلام على الإنفاق ليس فقط على الفقراء و إنما أيضا على أهل البيت مما يعد في حد ذاته صدقة. مما سبق، يتضح أن الأموال لا يجب أن تكنز و أن أموال الزكاة يجب أن تستخدم في مصارف استثمارية و استهلاكية في آن واحد لكي تحقق دورها الفعلي في إنعاش الاقتصاد.13
الأموال التي تجب فيها الزكاة:
• 1- النقود بجميع أنواعها وتشمل الذهب والفضة والأوراق المالية. و نصاب الذهب حالياً يعادل وزن 85 جرام ذهب، والفضة حوالي 600 جرام فضة. أما نصاب الأوراق المالية فقيمته ما يعادل ال85 جرام ذهب. و لكي تدفع الزكاة، يجب أن يمر عام كامل على ملكية النصاب. و قد حدد سعر زكاة النقود لكل من الذهب و الفضة و الأوراق المالية بربع العشر أي 2,5%.
• 2- عروض التجارة و الصناعة، ويقدر نصابهما بقيمة 85 جراماً ذهبا بعد أن يمر عام كامل.ً و تقدر بربع العشر أي 2,5%.
• 3- الزروع والثمار، ويقدر نصاب زكاة الزروع و الثمار للأصناف التي تكال بحوالي 50 كيلة، ويقدر نصاب الزروع و الثمار للأصناف التي لا تقدر بالأرادب و لا تكال مثل القطن والكتان وغيرها بالقيمة. فإذا بلغت قيمة الثمار التي لا تكال قيمة خمسين كيلة من أوسط ما يكال من الحبوب، فإن النصاب يكون اكتمل. تختلف نسبة زكاة الثمار بناء على أسلوب الري. فهي تقدر ب10% للزروع الني تروى بدون آلة مثل مطر أو عين بينما تكون نسبة الزكاة 5% للزروع التي تروى بآلة.
• 4- الثروة الحيوانية( الإبل والبقر والغنم.)، وهي التي تقتنى بغرض النماء و التكاثر، و ليست المتخذة للاستغلال أو المستخدمة في اي من الأعمال المختلفة. و يجب أن تكون النعم سائمة أي آكلة من عشب عام و ألا تكون معلوفة. أما النعم المعلوفة فتفرض بطريقة أخرى من صافي إيرادها. و نصاب الثروة الحيوانية يشترط أن يصل النعم إلى حجم معين لا تنقص عنه. و يختلف الحجم من نوع نعم إلى آخر. كما يجب أن يمر عليه حولا كاملا كي يجوز عليها الزكاة.
• 5- زكاة المواشي الغير سائمة المستغلة لبيع إنتاجها أو لحمها، يقدر نصابها ب85 جرام ذهب و قيمتها 2,5%.
• 6- المعادن والركائز، لا يوجد نصاب معين لزكاة الركاز، ويقدر سعر الركاز بمقدار الخمس، اي 20%.
• 7- زكاة الأسهم سواء المتخذة للتجارة أو للاستثمار و تقدر بنصاب النقود و هي قيمة 85 جرام ذهب. و سعر زكاة الأسهم المتخذة للاستثمار و التجارة 2,5%.
• 8- زكاة السندات و تقدر أيضا بنصاب النقود أي 85 جرام ذهب و نسبتها 2,5%.14
مصارف الزكاة:
هناك ثمانية مصارف للزكاة وهي:
• 1- الفقراء والمساكين و يلاحظ أن هناك نوعين من الفقراء و المساكين: " النوع الأول هو القادر على العمل و الكسب كالصانع و التاجر و الزارع و لكنه في حاجة إلى أدوات الصناعة أو الزراعة أو رأس مال للتجارة. فالواجب لمثل هذا النوع أن يعطي من أموال الزكاة ما يمكنه من امتلاك أدوات الإنتاج. " والنوع الآخر غير قادر على كسب قوته كالمريض، والشيخ، واليتيم. فهؤلاء يجب أن يعطى الواحد منهم كفاية السنة.15
• 2- العاملون عليها و هم الذين يجمعون الزكاة. و يشترط في العامل على الزكاة (أن يكون مكلفاً، أميناً، عالماً بأحكام الزكاة، كفؤاً في عمله)16
• 3- المؤلفة قلوبهم و هم الذين يراد تأليف قلوبهم بالاستمالة إلى الإسلام أو التثبيت عليه أو بكف شرهم عن المسلمين، سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين.
• 4- في الرقاب و هم العبيد أو الإماء لتحريرهم.
• 5- الغارمون وهم من عليهم دين.
• 6- في سبيل الله و لقد توسع العلماء في تفسير معنى " في سبيل الله". لم يقتصر على الجهاد و لكنه شمل سائر المصالح و أعمال الخير و البر.
• 7- ابن السبيل و هو المسافر المنقطع الغريب.17
ويلاحظ أنه يجوز التوكيل في أداء الزكاة بالاتفاق، لأن الزكاة تتعلق بحق مالي، والحقوق المالية يجوز التوكيل في أدائها.20
زكاة الفطر:
ماهية زكاة الفطر: هي ذلك القدر من المال المفروض على البدن او الرؤوس لمستحقية بسبب الفطر من رمضان21 وهي واجبة على الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والحر والعبد، والغني والفقير، وحتى لا يأتي يوم عيد الفطر وفي المجتمع المسلم بيت جائع، وحتى لا يمد مسكين يده للسؤال في يوم عيد المسلمين. وتعد مظهراً من مظاهر ترابط المسلمين ووحدتهم وتكافلهم، و فرضت على الفقير ليكون في ذلك مظهر من تكافل المسلمين ببعضهم حتى الفقير مع أخيه الفقير.وإن يكون الكل عطاءً.22 فيروي الشيخان و غيرهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر، صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، على العبد و الحر و الذكر و الأنثى و الصغير و الكبير من المسلمين و أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة.23
حكمتها:
تتضح حكمة زكاة الفطر من رواية أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو و الرفث، و طعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة و من أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات. و بالتالي فإن زكاة الفطر لها هدفان، الأول هو تنقية الصائم من أي خطأ قد اقترفه وقت الصيام و الهدف الثاني هو إطعام المساكين في يوم العيد و نشر الفرح بينهم.24
اشتراط القدرة:
يشترط في زكاة المال قدرة المزكي على عطائها و تتحدد هذه القدرة أن يمتلك المسلم قوته هو و من هو مسئول عنهم ليلة العيد و يوم العيد.25
الفرق بين الضريبة والزكاة:
لا تستبدل الضريبة التي يدفعها المسلمون للدولة بالزكاة لأن الزكاة حق الله في أموال الأغنياء تدفع للمساكين والفقراء بينما الضريبة تعود على دافعي الضرائب من خلال صرفها في توفير خدمات للمواطنين مثل بناء البنية التحتية، إنشاء مدارس، شق الترع و ما شابه ذلك. و لذلك لا يجوز اعتبار هذه الضرائب من الزكاة.
الدور الفعلي للزكاة في المجتمع المصري حالياً:
قد تبين من البحث، الذي أجراه مركز خدمات التنمية مؤخراً بعنوان العطاء الاجتماعي في مصر، أن 85.4% من الذين تضمنتهم الدراسة يدفعون زكاة الفطر، وأن حوالي 43,2% يدفعون زكاة المال بينما 56,8% لا يدفعونها، وغالبا قد يرجع السبب الرئيسي في عدم دفع زكاة المال إلى عدم وجود أموال بلغت نصاب الزكاة، ويتم دفع زكاة المال في شكل مبالغ نقدية بنسبة 97,4% بينما 11,9% يدفع الزكاة في شكل طعام وملابس. كما أظهر البحث الكمي أن بعض الذين تضمنتهم الدراسة يقومون بتقديم أنواع أخرى من الزكاة ولكن بنسب أقل بكثير. يتضح ذلك من خلال الجدول التالي حيث بين أن 15.7% يدفعون زكاة الذهب والفضة، و14% يدفعون زكاة التجارة والصناعة، ثم 10.5% يقدمون زكاة المنتجات الزراعية جدول1 الأنواع التى غالبا تدفع عنها الزكاة/العشور من قبل الإفراد النسبة التكرارات أنواع الزكاة/العشور 10.5 197 المنتجات الزراعية 5.9 110 الماشية 3.5 67 منتجات الحيوان كالعسل والألبان 15.7 293 الذهب و الفضة 14.0 262 التجارة و الصناعة 0.5 10 الكنوز المستخرجة (الركائز) 0.3 6 الجوائز أما عن الدقة في حساب و تقدير الزكاة، أوضحت الدراسة الكمية أن الغالبية (62%) يحسبون زكاتهم بأنفسهم بينما (20,3%) يذهبون لرجال الدين لحساب الزكاة. كما أوضح البحث الكيفي أن الغالبية العظمى من الممولين لا يحسبون زكاتهم بدقة و قد لا يرجع ذلك في بعض الأحيان إلى قلة تدينهم، وإنما يرجع أحيانا إلى اعتقادهم بأنهم يخرجون أكثر من النسب المقررة
الزكاة: في اللغة هي الطهارة و النماء و البركة و المدح ، و تطلق على ما يخرج من المال للمساكين من حقوقهم، لأنه تطهير للمال و تثمير و إصلاح و نماء، فالزكاة هي ما أخرجته من مالك لتطهره به، و قوله تعالى: (و تزكيهم بها) أي تطهرهم بها. فالزكاة طهرةُ للأموال، و زكاة الفطر طهرةُ للأبدان، فهي تطهر صاحبها عن الآثام.1 و كلمة الزكاة في الإسلام تعني المقادير التي فرضها الله على الأغنياء للفقراء المستحقين. و قد اطلق أيضا عليها صدقة لأنها تدل على الصدق في الإيمان.2 و يقال "زكا الشيء إذ زاد و كثر، و سميت صدقة المال زكاة لأنها تعود بالبركة في المال الذي أخرجت منه الزكاة فيحفظه الله من التلف"3
أهمية الزكاة:
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام. أمر الله تعالى بها و ذكرها في كتابه الكريم في اثنين و ثمانين آية مما يدل على أهميتها. 4 فرض الله الزكاة على كل مسلم ومسلمة حر، مالك للنصاب و مر عام هجري كامل على ملكية النصاب.5 و قد أختلف الفقهاء والأئمة المجتهدون على وجوب الزكاة في مال الصبي و المجنون. 6 إلا أن زكاة الفطر زكاة متعدية و ليست بلازمة على المكلف في ذاته فقط بل تجب عليه على من تلزمه نفقتهم.7 و لقد واجهت فريضة الزكاة تحديا كبيرا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم حيث أن الكثيرون امتنعوا عن دفع الزكاة. و لكن أجتمع الصحابة رضي الله عنهم على محاربة مانعي الزكاة في عهد الخليفة أبي بكر رضي الله عنه حتى اعتبروا أن من يمتنع عن دفعها خارجاً عن الإسلام بما أنه لا يقر بركن من أركانه. و من ثم يتضح أن الزكاة حقاً مفروضاً لا تهاون فيه.8
دور الزكاة في التنمية الروحية و الأخلاقية
للزكاة أثر و دور عميق في تربية نفس المسلم حيث أنها تلعب دورا كبيرا في تنميته الروحية و الأخلاقية. فاقتطاع جزء من أموال المسلم لإرضاء الله تعالى يعود المسلم على طاعة الله و رسوله. فهي عبادة مالية تقرب المسلم من الله و تعوده على الامتثال لأوامره. كما أن الله تعالى خص فئة دون الأخرى بالأموال، مما يتسنى لهذه الفئة أن تشكر الله تعالى على نعمه عن طريق إعطاء الفقراء حقهم في مال الله نيابة عنه. فلقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: الإيمان نصفان: نصف صبر و نصف شكر. فلقد من الله تعالى على المتزكي بالأموال، و لذلك فيجب عليه الشكر عن طريق إعطاء الزكاة. و في نفس الحين، التخلي عن جزء من المال و هو من الأشياء المحبوبة لقلب الإنسان يستدعي الصبر. و بالتالي فيكون المتزكي أكمل نصفي الإيمان. و نفس الشيء ينطبق على الفقير حيث أنه يصبر على فقره و في نفس الوقت يشكر الله عندما تأتيه زكاة المال الذي أمر الله الغني أن يعطه إياه. كما أن الزكاة تعد تدريب تفسي للمتزكي حيث أنها تطهره من الحب الزائد للمال و البخل و تعوده على العطاء و البذل في سبيل الله أولا و في سبيل الآخرين ثانيا. و من ناحية أخرى، مع شعور الفقير باهتمام المجتمع به و مساندته له، فإن شعور الحقد و الحسد و الغل يتلاشى و يحل محله الإيمان بالرحمة و الحب و الإيخاء.9
دور الزكاة في التنمية الاجتماعية
الزكاة لها دورا كبيرا في تحقيق التأمين و التعاون الاجتماعي حيث أنها تقف بجانب كل من يصاب بكارثة مثل مرض أو حادثة أو دين أو ما شابه ذلك. فالزكاة تضمن التعاون الاجتماعي بين أفراد المجتمع لأن الإنسان المصاب و المحتاج لن يترك وحده في وقت محنته. كما أن الزكاة كانت في العصور الإسلامية الماضية أول مؤسسة للضمان الاجتماعي حيث أن الحاكم كان المنوط بجمع أموال الزكاة و توزيعها و تحقيق حد الكفاية و سد احتياجات الفقراء و في نفس الوقت خلق فرص عمل لهم لتحويلهم إلى أشخاص منتجين في المجتمع. و قد ضرب الخليفان عمر بن الخطاب و عمر بن عبد العزيز أروع الأمثلة في ذلك.10
دور الزكاة في التنمية الاقتصادية
تلعب الزكاة دورا حيويا في إنعاش الاقتصاد و تحقيق التنمية و ذلك نتيجة لثلاثة عوامل أساسية و مترابطة و هم محاربة الاكتناز و تشجيع الاستثمار و تشجيع الإنفاق. أولا، من أهم الأهداف التي تسعى إليها الزكاة هي منع اكتناز الأموال و بقائها كموارد ساكنة لا تقدم منفعة حقيقية لاقتصاد المجتمع. و يتضح هذا المبدأ عند معرفة أن الإسلام لا يشجع إبقاء قطعة أرض لمدة أكثر من ثلاثة سنين دون إعمارها. و هذا المبدأ يعد أكثر أهمية بالنسبة للأموال السائلة و التي لا يجب أن تبقى مكتنزة و غير مستخدمة. و هذا المفهوم يتوافق مع مبادىء الاقتصاد العالمي الحالي و الذي يؤكد أن اكتناز الأموال من أهم العوامل التي تعوق التنمية الاقتصادية للدولة لأن هذه الموارد الراكدة لا تدخل في عجلة الاقتصاد و بالتالي تقلل من حجم الموارد المحلية. و من ثم، فإن ذلك يؤدي إلى مستوى تنموي أقل بكثير مما يمكن أن يتحقق لو أن كل الموارد موظفة و مستخدمة في إنعاش الاقتصاد. 11 إلى جانب ذلك، فإن مفهوم الزكاة يشجع ضمنيا استثمار الأموال المكتنزة لأن أموال الزكاة إذا لم تستثمر و تنمى سوف تتلاشى مع مرور السنين بسبب دفع الزكاة كل عام. و بالتالي، فإنه من الأساسيات أن تستثمر الأموال لكي تنمى و تدفع الزكاة من أرباح هذا الاستثمار و ليس من أصل رأس المال. على صعيد آخر، فإن أموال الزكاة لا يجب أن تستخدم فقط لسد احتياجات الفقراء الاستهلاكية مثل الطعام و الملبس، إنما يجب أن تستخدم في خلق أدوات للاستثمار لهؤلاء الفقراء حتى يستطيعوا بدورهم أن يمتلكوا أدوات الإنتاج التي تضمن لهم دخل ثابت و بالتالي سد احتياجاتهم بصفة مستمرة. و ذلك يعني أن أموال الزكاة يجب أن يستفاد بها في أن تحول الفقير إلى عضو عامل و منتج في المجتمع كل حسب مهاراته و قدراته لكي يتمكن من التخلص من حالة الفقر و الاعتماد على مساعدة الآخرين بصورة تضمن استقلاله الاقتصادي. و من ثم، يجب استخدام أموال الزكاة في بناء المصانع و المؤسسات التجارية و خلق أنشطة مدرة للدخل لتحول الفقراء من متلقين للزكاة إلى دافعي الزكاة. و تلك الوسيلة في استخدام أموال الزكاة تعد من أكفأ الوسائل التي تحول المجتمع بأكمله إلى مجتمع منتج به تنمية بشرية و اقتصادية و خالي من البطالة و الفقر. و لذلك، فإن الزكاة إذا استخدمت بهذه الطريقة سوف تساهم في إرساء العدل في المجتمع و تقليل الفجوات القوية بين الطبقات الغنية و الفقيرة.12 العامل الاقتصادي الثالث المرتبط بالزكاة هو عامل الإنفاق. طبقا للنظريات الاقتصادية المعاصرة، الاستثمار وحده ليس كافي لتحقيق تنمية اقتصادية حقيقية إن لم يتواجد السوق الذي يستوعب شراء المنتجات الصادرة عن هذه الاستثمارات. فهناك علاقة مترابطة بين الاستثمار و الإنفاق لأن تقليل الإنفاق يؤثر على السوق و يقلل من قدراته على استيعاب المنتجات مما يجعل الكثيرون غير راغبين في أن يجازفوا بأموالهم في استثمارات جديدة. و لو نظرنا إلى القرآن الكريم، لوجدنا كلمة إنفاق مذكورة خمسة و سبعين مرة في نطاق تشجيع المسلمين على صرف أموالهم على شكل زكاة و صدقة. و ذلك ليس فقط لتطهير النفس و مساعدة الفقراء و المساكين و لكن أيضا لأن مبدأ الإنفاق يساعد على تداول الأموال مما يؤدي إلى زيادة الطلب في الأسواق و إنعاش الاقتصاد. و يتضح ذلك أيضا من تشجيع الإسلام على الإنفاق ليس فقط على الفقراء و إنما أيضا على أهل البيت مما يعد في حد ذاته صدقة. مما سبق، يتضح أن الأموال لا يجب أن تكنز و أن أموال الزكاة يجب أن تستخدم في مصارف استثمارية و استهلاكية في آن واحد لكي تحقق دورها الفعلي في إنعاش الاقتصاد.13
الأموال التي تجب فيها الزكاة:
• 1- النقود بجميع أنواعها وتشمل الذهب والفضة والأوراق المالية. و نصاب الذهب حالياً يعادل وزن 85 جرام ذهب، والفضة حوالي 600 جرام فضة. أما نصاب الأوراق المالية فقيمته ما يعادل ال85 جرام ذهب. و لكي تدفع الزكاة، يجب أن يمر عام كامل على ملكية النصاب. و قد حدد سعر زكاة النقود لكل من الذهب و الفضة و الأوراق المالية بربع العشر أي 2,5%.
• 2- عروض التجارة و الصناعة، ويقدر نصابهما بقيمة 85 جراماً ذهبا بعد أن يمر عام كامل.ً و تقدر بربع العشر أي 2,5%.
• 3- الزروع والثمار، ويقدر نصاب زكاة الزروع و الثمار للأصناف التي تكال بحوالي 50 كيلة، ويقدر نصاب الزروع و الثمار للأصناف التي لا تقدر بالأرادب و لا تكال مثل القطن والكتان وغيرها بالقيمة. فإذا بلغت قيمة الثمار التي لا تكال قيمة خمسين كيلة من أوسط ما يكال من الحبوب، فإن النصاب يكون اكتمل. تختلف نسبة زكاة الثمار بناء على أسلوب الري. فهي تقدر ب10% للزروع الني تروى بدون آلة مثل مطر أو عين بينما تكون نسبة الزكاة 5% للزروع التي تروى بآلة.
• 4- الثروة الحيوانية( الإبل والبقر والغنم.)، وهي التي تقتنى بغرض النماء و التكاثر، و ليست المتخذة للاستغلال أو المستخدمة في اي من الأعمال المختلفة. و يجب أن تكون النعم سائمة أي آكلة من عشب عام و ألا تكون معلوفة. أما النعم المعلوفة فتفرض بطريقة أخرى من صافي إيرادها. و نصاب الثروة الحيوانية يشترط أن يصل النعم إلى حجم معين لا تنقص عنه. و يختلف الحجم من نوع نعم إلى آخر. كما يجب أن يمر عليه حولا كاملا كي يجوز عليها الزكاة.
• 5- زكاة المواشي الغير سائمة المستغلة لبيع إنتاجها أو لحمها، يقدر نصابها ب85 جرام ذهب و قيمتها 2,5%.
• 6- المعادن والركائز، لا يوجد نصاب معين لزكاة الركاز، ويقدر سعر الركاز بمقدار الخمس، اي 20%.
• 7- زكاة الأسهم سواء المتخذة للتجارة أو للاستثمار و تقدر بنصاب النقود و هي قيمة 85 جرام ذهب. و سعر زكاة الأسهم المتخذة للاستثمار و التجارة 2,5%.
• 8- زكاة السندات و تقدر أيضا بنصاب النقود أي 85 جرام ذهب و نسبتها 2,5%.14
مصارف الزكاة:
هناك ثمانية مصارف للزكاة وهي:
• 1- الفقراء والمساكين و يلاحظ أن هناك نوعين من الفقراء و المساكين: " النوع الأول هو القادر على العمل و الكسب كالصانع و التاجر و الزارع و لكنه في حاجة إلى أدوات الصناعة أو الزراعة أو رأس مال للتجارة. فالواجب لمثل هذا النوع أن يعطي من أموال الزكاة ما يمكنه من امتلاك أدوات الإنتاج. " والنوع الآخر غير قادر على كسب قوته كالمريض، والشيخ، واليتيم. فهؤلاء يجب أن يعطى الواحد منهم كفاية السنة.15
• 2- العاملون عليها و هم الذين يجمعون الزكاة. و يشترط في العامل على الزكاة (أن يكون مكلفاً، أميناً، عالماً بأحكام الزكاة، كفؤاً في عمله)16
• 3- المؤلفة قلوبهم و هم الذين يراد تأليف قلوبهم بالاستمالة إلى الإسلام أو التثبيت عليه أو بكف شرهم عن المسلمين، سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين.
• 4- في الرقاب و هم العبيد أو الإماء لتحريرهم.
• 5- الغارمون وهم من عليهم دين.
• 6- في سبيل الله و لقد توسع العلماء في تفسير معنى " في سبيل الله". لم يقتصر على الجهاد و لكنه شمل سائر المصالح و أعمال الخير و البر.
• 7- ابن السبيل و هو المسافر المنقطع الغريب.17
ويلاحظ أنه يجوز التوكيل في أداء الزكاة بالاتفاق، لأن الزكاة تتعلق بحق مالي، والحقوق المالية يجوز التوكيل في أدائها.20
زكاة الفطر:
ماهية زكاة الفطر: هي ذلك القدر من المال المفروض على البدن او الرؤوس لمستحقية بسبب الفطر من رمضان21 وهي واجبة على الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والحر والعبد، والغني والفقير، وحتى لا يأتي يوم عيد الفطر وفي المجتمع المسلم بيت جائع، وحتى لا يمد مسكين يده للسؤال في يوم عيد المسلمين. وتعد مظهراً من مظاهر ترابط المسلمين ووحدتهم وتكافلهم، و فرضت على الفقير ليكون في ذلك مظهر من تكافل المسلمين ببعضهم حتى الفقير مع أخيه الفقير.وإن يكون الكل عطاءً.22 فيروي الشيخان و غيرهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر، صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، على العبد و الحر و الذكر و الأنثى و الصغير و الكبير من المسلمين و أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة.23
حكمتها:
تتضح حكمة زكاة الفطر من رواية أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو و الرفث، و طعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة و من أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات. و بالتالي فإن زكاة الفطر لها هدفان، الأول هو تنقية الصائم من أي خطأ قد اقترفه وقت الصيام و الهدف الثاني هو إطعام المساكين في يوم العيد و نشر الفرح بينهم.24
اشتراط القدرة:
يشترط في زكاة المال قدرة المزكي على عطائها و تتحدد هذه القدرة أن يمتلك المسلم قوته هو و من هو مسئول عنهم ليلة العيد و يوم العيد.25
الفرق بين الضريبة والزكاة:
لا تستبدل الضريبة التي يدفعها المسلمون للدولة بالزكاة لأن الزكاة حق الله في أموال الأغنياء تدفع للمساكين والفقراء بينما الضريبة تعود على دافعي الضرائب من خلال صرفها في توفير خدمات للمواطنين مثل بناء البنية التحتية، إنشاء مدارس، شق الترع و ما شابه ذلك. و لذلك لا يجوز اعتبار هذه الضرائب من الزكاة.
الدور الفعلي للزكاة في المجتمع المصري حالياً:
قد تبين من البحث، الذي أجراه مركز خدمات التنمية مؤخراً بعنوان العطاء الاجتماعي في مصر، أن 85.4% من الذين تضمنتهم الدراسة يدفعون زكاة الفطر، وأن حوالي 43,2% يدفعون زكاة المال بينما 56,8% لا يدفعونها، وغالبا قد يرجع السبب الرئيسي في عدم دفع زكاة المال إلى عدم وجود أموال بلغت نصاب الزكاة، ويتم دفع زكاة المال في شكل مبالغ نقدية بنسبة 97,4% بينما 11,9% يدفع الزكاة في شكل طعام وملابس. كما أظهر البحث الكمي أن بعض الذين تضمنتهم الدراسة يقومون بتقديم أنواع أخرى من الزكاة ولكن بنسب أقل بكثير. يتضح ذلك من خلال الجدول التالي حيث بين أن 15.7% يدفعون زكاة الذهب والفضة، و14% يدفعون زكاة التجارة والصناعة، ثم 10.5% يقدمون زكاة المنتجات الزراعية جدول1 الأنواع التى غالبا تدفع عنها الزكاة/العشور من قبل الإفراد النسبة التكرارات أنواع الزكاة/العشور 10.5 197 المنتجات الزراعية 5.9 110 الماشية 3.5 67 منتجات الحيوان كالعسل والألبان 15.7 293 الذهب و الفضة 14.0 262 التجارة و الصناعة 0.5 10 الكنوز المستخرجة (الركائز) 0.3 6 الجوائز أما عن الدقة في حساب و تقدير الزكاة، أوضحت الدراسة الكمية أن الغالبية (62%) يحسبون زكاتهم بأنفسهم بينما (20,3%) يذهبون لرجال الدين لحساب الزكاة. كما أوضح البحث الكيفي أن الغالبية العظمى من الممولين لا يحسبون زكاتهم بدقة و قد لا يرجع ذلك في بعض الأحيان إلى قلة تدينهم، وإنما يرجع أحيانا إلى اعتقادهم بأنهم يخرجون أكثر من النسب المقررة
.jpg)